houssam

الخميس، 12 نوفمبر 2015

هل تعلم


مكة قلب الأرض ومركز اليابسة

لقد قرأت ماكتبه الأستاذ فهد عامر الأحمدي يوم الاربعاء الثاني من محرم في العدد 13736 في زاويته حول العالم تحت عنوان (عفواً مكة ليست مركزاً للكون) وتحدث فيه عن تجربته في الحديث أو الإدعاء دون إثبات ذلك بالأدلة والمصادر ذكر ذلك حين طلب منه معلمه في معهد اللغة في جامعة هاملن الحديث عن بلده أمام حشد من طلاب الدول الأخرى فتحدث حتى وصل إلى مكة فقال: (وقد لا يعلم غير المسلمين في هذا الفصل أن علماء الجلوجيا اكتشفوا أن مكة تقع وسط الأرض وأنها تشكل مركز اليابسة بالنسبة لقارات العالم السبع) لكن طالباً وقحاً اعترض على ذلك قائلاً: من قال ذلك؟! وأين الدليل؟! لكن أقول للأستاذ الكريم لقد كنت محقاً حين ذكرت تلك الصفة المميزة لمكة المكرمة فالدراسات والأبحاث قد أظهرت أن الموقع الجغرافي لمكة المكرمة لهو موقع مميز لا نظير له حيث إنها تقع في مركز اليابسة سواء بالنسبة للعالم القديم (آسيا وافريقيا وأوروبا) أو العالم الجديد بعد اكتشاف الأمريكتين واستراليا.
ففي محاولة لتحديد الاتجاهات الدقيقة إلى القبلة (أي مكة المكرمة) من المدن الرئيسة في العالم باستخدام الحاسوب لاحظ الدكتور حسين كمال الدين تمركز مكة المكرمة في قلب دائرة تمر بإطراف جميع القارات أي ان اليابسة على سطح الكرة الأرضية موزعة على مكة المكرمة توزيعاً منتظماً وأن هذه المدينة المقدسة تعد مركراً لليابسة.
ويروي العالم المصري الدكتور حسين كمال الدين قصة الاكتشاف الغريب فيذكر أنه بدأ البحث وكان هدفه مختلفا تماماً حيث كان يجري بحثاً ليعد وسيلة تساعد كل شخص في أي مكان من العالم على معرفة وتحديد مكان القبلة عليها وبعد أن وضع الخطوط الأولى في البحث التمهيدي لإعداد هذه الخريطة ورسم عليها القارات الخمس ظهر له فجأة هذا الاكتشاف الذي أثار دهشته فقد وجد أن موضع مكة المكرمة في وسط العالم وأمسك بيده (فرجاراً) وضع طرفه على سطح الكرة الأرضية ومر بالطرف الآخر مكة المكرمة توزيعاً منتظماً ووجد مكة في هذه الحالة هي مركز الأرض اليابسة حتى بالنسبة للعالم القديم يوم بدأت الدعوة الإسلامية أما الدكتور المصري أحمد شلتوت فقد أعد ورقة بحيثة أكد فيها أن مكة تقع في مركز اليابسة سواء للعالمين القديم أو الحديث وذلك باستخدام برنامج الحاسب الآلي اتضح منها النتائج الآتية:
أ - بالنسبة لتوسط مكة المكرمة في العالم القديم:
تم اختيار تسع مدن وجزر لتكون هي حدود العالم القديم وتم تحديد موقعها وبعدها عن مكة المكرمة وقد وجد أن المسافة القوسية بين هذه المدن والجزر وبين مكة المكرمة تقريباً 8039كم في المتوسط مما يعني أن مكة المكرمة تقع في مركز دائرة يمر محيطها بالقارات الثلاث (آسيا وأوروبا وأفريقيا) التي كانت تكون العالم القديم قبل اكتشاف الأمريكتين.
ب - توسط مكة المكرمة في العالم الجديد:
تم حساب المسافة بين مكة والمدن الآتية:
1 - مدينة ويلنجتون (تقع في نيوزلندا شرق قارة استراليا) وجد أن المسافة بينها وبين مكة المكرمة 13040كم.
2 - كورن هورن (أبعد نقطة في جنوب أفريقيا): وجد أن المسافة بينها وبين مكة 13120كم.
3 - شمال الاسكا (أبعد نقطة في شمال أمريكا): وجد أن المسافة بينها وبين مكة المكركة 13600كم وعلى ذلك فإن المسافة المتوسطة بين أبعد نقاط العالم الجديد وبين مكة المكرمة هي تقريباً 13253كم مما يعني إيضاً أن مكة المكرمة تقع في مركز دائرة تمر بحدود قارات العالم الجديد وهذه الدائرة تمر أيضاً بالحدود الشرقية والحدود الغربية للقطب الجنوبي وهنا يظهر لنا أن اختيار موقع مكة المكرمة ليكون فيها أول بيت وضع للناس هو المسجد الحرام (قبلة المسلمين) هو اختيار إلهي فيه حكمة كبرى لم تكن لتعرف إلا بعد الحقائق والاكتشافات العلمية الحديثة فالمسلمون عندما يتجهون في صلاتهم إلى مكة المكرمة فهم يتجهون إلى موقع يعد بمنزلة مركز اليابسة أنه لا يخفى دلالة توسط موقع مكة المكرمة بالنسبة لتسهيل عملية الحج والعمرة للمسلمين من مختلف بقاع الأرض فموقعها متوسط بالنسبة لكافة القارات فهي لا تقع في أقصى الشرق أو الغرب أو في أقصى الشمال أو الجنوب.
وقد جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي قوله: «أول ما خلق الله في الأرض مكان الكعبة ثم دحا الأرض من تحتها فهي صرة الأرض ووسط الدنيا وأم القرى أولها الكعبة وبكة حول مكة وحول مكة الحرام وحول الحرام الدنيا» وهو ما يوضح أيضاً أن علماء المسلمين القدامى قد فهموا ووعوا حقيقة أن مكة المكرمة هي وسط الدنيا ذكر ذلك د.م يحيى حسن وزيري في كتابه (أم القرى خصوصية المكان والعمران).
وحديثاً استطاع العلماء أن يتحققوا من وسطية مكة بواسطة الصور الحقيقية التي يصورها القمر الصناعي عندما يلتقط صوراً للكرة الأرضة مبتعداً عن سطحها بما لا يقل عن مائة كيلو متر في الفضاء وهو البعد الذي تستطيع أجهزة التصوير بالقمر الصناعي أن تلتقط صوراً للكرة الأرضية مشتملة على القطبين وباستعمال أجهزة التكبير في فحص هذه الصور الحقيقية تتضح وسطية مكة بين أقصى يابسه في القطب الشمالي وأقصى يابسه في القطب الجنوبي.
وفي النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي قام أحد العلماء الأمريكان والمتخصص في علم الطبوغرافيا بإجراء بحوث استنج منها أن مكة هي المركز المغناطيسي للكرة الأرضية وقد قامت بحوث هذا العلم على أساس ظاهرة كونية موجودة منذ خلق الكون وهي ظاهرة التجاذب في ما بين الأجرام السماوية (التجاذب المتبادل فيما بينها) وتصدر فاعلية هذا الجانب من مراكز هذه الأجرام أي الكواكب والنجوم والكرة الأرضية شأنها شأن أي كوكب آخر تصدر قوة جذبها للاشياء من مركزها في باطنها وهي النقطة أو المركز الذي درسه ذلك العالم الأمريكي وتحقق من وجوده وموقعه والمكان الذي يدل عليه على سطح الأرض وإذا به يجد أن موقع مكة هو الموقع الي تتلاقى فيه الاشعاعات الكونية، وأعلن بحوثه هذه دون أن يدفعه على إجرائها أو إعلانها أي وازع ديني، وبعد ذلك نشرت جريدة الأهرام القاهرية في عددها الصادر بتاريخ 4/2/1977م نبأ لعالم المصري الدكتور حسين كمال الدين الذي كان يعمل إذ ذاك رئيساً لقسم المساحة التصويرية بجامعة الملك سعود بالرياض تذكر فيه أنه توصل لنفس النتيجة التي توصل إليها العالم الأمريكي وهي أن مكة مركز التجمع الإشعاعي للتجاذب المغناطيسي بالكرة الأرضية وقد ذكر هذا البحث بالتفصيل في مجلة العربي الكويتية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق